يقول: (وقد ذهبت جماعة من أهل الأصول على أن الإجماع إذا انعقد على العمل بخبر الواحد صار كالمتواتر، حكى ذلك
ابن برهان واختار أنه لا يصير، وذهب جماعة إلى أن الواحد إذا ادعى على جماعة بحضرتهم صدقه فسكتوا، كان سكوتهم تصديقاً له، فيكون كالمتواتر) وهذا مما يستأنس به وإن لم نجزم به (وذهب جماعة من أصحاب الإمام
أحمد إلى تكفير من يجحد ما ثبت بخبر الواحد العدل. أي: من جحد حديثاً ثبت صحة سنده ومتنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذهب جماعة من أصحاب
أحمد إلى تكفيره، قال: والتكفير مذهب
إسحاق بن راهويه). أي: أن
ابن القيم رحمه الله تعالى يريد أن يقول: إن بعض العلماء ومنهم الإمام المعروف
إسحاق بن راهويه ، والذي يقارب الإمام
أحمد رحمه الله تعالى في علمه وتمكنه في الحديث، وهو إمام من أئمة مذهب أهل الحديث، ومعه طائفة من أصحاب الإمام
أحمد ، وطائفة من الفقهاء الذين رأوا أن خبر الواحد تلقته الأمة بالقبول، وعملت به؛ أنه يصير كالإجماع، ومنكر الإجماع عندهم كافر، يقول: هذه الثلاثة من مجموعها يقال: إن من رد خبر الواحد فهو كافر.إذاً المسألة خطيرة جداً، وليست القضية قضية خلاف، بل ينبني عليها تكفير المخالف، ولا يكتفى بتضليله أو بتبديعه، والشيخ هنا لا يقصد موضوع التكفير بالذات، لكن ليقوي كلام الجمهور أو كلام
أهل السنة والجماعة الذين يقولون: إن خبر الواحد يفيد العلم.